صفة المشي والهرولة لله تعالى بين الإثبات والتأويل

الملخص

إن أنفع العلوم علم التوحيد، وأشرفه ما كان في الأسماء والصفات لتعلقه بالله ، وبكمال المعرفة بالأسماء والصفات يكمل توحيد الإنسان وبنقصها ينقص، ولقد فهم السلف الصالح آيات الصفات فهماً صحيحاً، حيث آمنوا بها إيماناً يقينياً، من خلال إثباتها إثباتاً يثبت به اللفظ والمعنى اللائق به تعالى، ونفيها نفياً يستوجب كمال الضد، وهو الكمال المنفي من هذا السلب، فالواجب في أسمائه الحسنى وصفاته العليا أن تثبت على ما جاء به الكتاب والسنة على الوجه اللائق بجلال الله وعظمته، إلا أن بعض الصفات كانت مثار الجدل بين أهل السنة ومخالفيهم، بل بين أهل السنة أنفسهم، وجاء هذا البحث في صفتين من الصفات الثابتة لله والتي لم يكتب المصنفون عنهما كتابة مفصلة أسوة بباقي الصفات، وهما صفة المشي وصفة الهرولة.

وخلص البحث إلى نتائج أهمها: أن الواجب في حديث إثبات صفة المشي لله تعالى وحديث إثبات صفة الهرولة لله تعالى أن نتلقاهما بالقبول فهما حديثان صحيحان، ولم يرد في كتب السلف أن الصحابة استشكل عليهم لفظ الحديثين أو أنهم سألوا الرسول عن معنى الصفة، والخلاف في تلك المسألة يُعدّ من الخلاف في المسائل العقدية، وإثبات صفة المشي وصفة الهرولة لله تعالى على وجه الحقيقة لا يمنع أن الحديثين يدلان على فضل عظيم، وأنه تعالى أسرع بالخير لعباده منهم في أعمالهم، وأن العبد إذا تقرب إلى الله بالطاعة تقرب الله إليه بالثواب والرحمة ومضاعفة الأجر.